هناك الكثير من الكتاب والشعراء والأدباء الذين خلفهم التاريخ لنا، ومازالت أسمائهم حاضرة في أذهاننا إلى يومنا الحاضر، بسبب جمال كلماتهم، وقوة تعبيراتهم، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر العربي العظيم محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، والمعروف بالبوصيري وهو صاحب قصيدة البردة والتي يمدح فيها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي هذه السطور سنقدم لكم بحث كامل عن البوصيري.
تقرير عن البوصيري جاهز
لقد كتب الإمام البوصيري قصيدة لأفضل الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، الأمر الذي جعل شهرته تفوق حدود الزمان والمكان، فقد ألف الإمام البوصيري قصيدة البردة التي يثني فيها على صفات خير المرسلين، ومازالت هذه القصيدة تدرس في مدارسنا حتى يومنا الحاضر، بسبب جمال تعبيراتها وانتقاء ألفاظها، واسمه بالكامل هو: محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، ولكنه معروف باسم عائلته البوصيري، وقد ولد في احدى القرى المصرية الصحراوية في عام ستمئة وثمانية للهجرة، وفي شبابه أنتقل للعاصمة المصرية بهدف الدراسة هناك، حيث درس علوم اللغة العربية وخاصة الأدب العربي على يد ثلة من أفضل الأدباء والفقهاء في ذلك العصر.
وتميز الإمام البوصيري بحبه للغة والشعر والأدب واهتمامه بهم منذ نعومة أظفاره، وتعلم أيضا القران الكريم وفهم معانيه وتدبر آياته، وحفظ جزء منه، ولكن عاش حياه فقيرة، يملئها الفقر والشح والعوز، وتبين لنا هذا من خلال القصائد التي خلفاها والتي هجا فيها موظفي الدواوين وذكر فيها حاجته بطريقة مؤدبة ولطيفة، وفي عام ستمئة وخمسة وتسعون للجهرة، انتقل الإمام البوصيري إلى جوار ربه بعد أن عاش حوالي سبعة وثمانون عام، مخلفا ورائه ارث أدبي كبير.
هل البوصيري صوفي
لا أحد منا لا يحفظ أو لم يسمع على الأقل ببيت الشعر الشهير: “مولاي صل وسلم دائمًا أبدًا.. على حبيبك خير الخلق كلهم” والذي قام بإنشاده الكثير من المنشدين ويردد كثيرا في المناسبات الدينية والموالد النبوية الشهيرة، ولكن معظمنا نجهل بأن هذا البيت الشهير هو للإمام البوصيري وهو مأخوذ من قصيدة البردة التي امتدح فيها سيدنا محمد، وهو صوفي، حيث كتب الكثير من القصائد والأشعار التي خصصها لمدح رسول الله، وقد تربى البوصيري في بيت مصري محافظ ومتدين يميل إلى الصوفية، ومنذ طفولته تعلم القران الكريم وحفظه، وداوم على حضور حلقات العلم ومجالس الشيوخ في مساجد قريته والتي كان من أشهرها مسجد عمر بن العاص، وبعد ذلك تتلمذ على يد العالم الصوفي: الكبير أبي العباس المرسي.
